عندما كنت عربياً

هذه الصورة هي أول صورة لي بعد ان انهيت رحلتي ووضعت اخر نقطة في كتابي الذي تنتظرونه .. صورة تقول للألم الذي بدأ بعد منتصف الليل قبل عامين تقريباً اني قد انتهيت منك وبفضل الله غلبتك .. غلبت ألماً لازمني لسنين قبل ذلك التاريخ ولكنه تحول لكابوس يفتك بحياتي .. واليوم اقول لك ايها الالم ويا ايها الخوف لقد هزمتك .. هزمتك وتمكنت منك رغم انك كنت اقوى مني طوال جولات المعركة التي اخترت ان اخوضها رغم ضعفي كي لا اكون ذليلاً .. فأنا ابن ارض علمت العالم انه لا ينحني فيها احد لغير الله .. غلبتك بصبري الذي طال كثيراً عليك .. واليوم لم اعد محمداً الذي كنت عليه سابقاً .. لم اعد الانسان الذي حاولتم كسره واتفقتم عليه وهو بعد كل ضربة كان يظن فيكم خيراً لن انسى كل شيء لن انسى ادق التفاصيل .. لن انسى ليالي كنت اختنق بها ليلاً من القهر .. لن انسى كل مسمار طرقتوه في نعشي الذي كنتم تضحكون وانتم تدقونه .. ولن انساكم فرداً فرداً .. من وقفتم معي ومن وقفتم ضدي, من كان يحاول أن يلملمني بعدما تبعثرت, ومن كان يبحث عن اي سبب ليؤذيني أنا اليوم هنا انفض الغبار عن كل شيء .. والتقط انفاسي بعدما خرجت من نعشكم الذي ظننتم أني متُّ به, بعدما وضعتوني هناك غدرا وسأرى ماذا سيفعل الله بكم لان من ظلمتم معي لازال يدعوا عليكم في كل سجدة وأما أنا فلن أكتفي بالسجود... وغداً لناظره قريب

 

الكاتب: تيتشر محمد

BHD 5.000